كــــــــــــــم أحبك ؟

دنوت منها بخشوع العابد المبهور، رحت أتلمس كل ركن فيها وأتأمل تلك الطلّة البهية وذاك الشموخ الباقي ما بقيت الحياة..


تهالك جسدي المنهك على صدرها، وغفوت تحت ضفائرها النضرة تداعبني نسماتها العليلة وتتهادى كفراشات الربيع حولي..
اقتربت منها أكثر وكدت أنحشر فيها.. تأوهت.. فلقد أيقظتها من نعاسها.. نفضت عن أديمها ندى الفجر الرطيب، مدت أناملها في الفضاء الرحيب، فمادت تهاويل يوم صبوح...
سألتها: "كم عمرك؟، أجابت بغنج العذارى: "من عمر الربيع على الأرض".
ثم سألتها: "من أين جئت؟ كيف انسكبت جداول خضرة وحياة في أرضي؟"، قالت وحمرة المرجان ت**وها: "من هذه الأرض المعطاء جئت"، وسألت: "من أجل من خلقت؟"، تلاحقت كلماتها لحنا في روحي: "من أجلك يا إنسان خلقت، ومن أجلك أنت كبرت، وبعونك أنت بقيت".
أخذتها بين ذراعيّ وتكوّرت فيها، فحنت عليّ كحنو أم على طفلها الرضيع.. همست فيها: "كم أحبك؟!"، وشوشتني: "كم أحبك؟!"...
تماهينا روحا وجسدا ورسمت على خصرها الميّاس قبلة الملتاع الهائم وسألتها: "حبيبتي، من سمّاك الشجرة؟". تثنّت أغصانها وتضاحكت أوراقها وتلاحقت أزهارها تنهمر شلال خير وحب في وجودي..


منقول