مدينة الرملة
تعتبر مدينة الرملة الممر أو الجسر الذي يصل يافا_الساحل بالقدس_الجبل وبالغور..شرق الأردن كما تصل شمال السهل الساحلي بجنوبه..اختطلها المسلمون العرب رغم وجود اللد..بجوارها..لأن اللد..بلدة رومية في سكانها وعاداتها..ولموقع الرملة الحربي الخطير كانت هي وجوارها ميدانا للمعارك التي حدذت بين الدول العربية التي ظهرت في الشام ومصر..وكانت في الحرب العالمية الأولى من القواعد الحربية للعثمانيين والألمان..ومن بعدهم للجنرال (اللنبي) البريطاني..وهي فيم وقع خصيب محاط بالحقول المزروعة بأنواع الحبوب والبقول والبرتقال..أحدثها سليمان بن عبد الملك يوم تولى جند فلسطين في عهد أخيه الوليد بن عبد الملك..أول من ذكرها..أحمد بن يحيى البلاذري المتوفى سنة 279ه في كتابه " فتوح البلدان" وقال اليعقوبي:أتت الخلافة سليمان وهو في الرملة..وقد نزل "لد" أولا ثم أختط الرملة..وأمر الناس بالرحيل عن اللد..وهدم بيوتهم والانتقال الى لارملة..وكانت عاصمة فلسطين الى أن احتلها الفرنجة سنة 1099م..وصفها أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري المقدسي المتوفي سنة 380ه في"أحسن التقاسيم"وقال:لو كان للرملة ماء جاء..لما استثنينا أنها أطيب بلد في الاسلام..لأنها ظريفة خفيفة..بين قدس وثغور وغور وبحور..معتدلة الهواء..لذيذة الثمار..سرية الأهل...قيل:سميت الرملة..لكثرة الرمل فيها..وقيل باسم امرأة رملة وجدها سليمان بن عبد الملك في بيت شعر وهو يرتاد الأمكنة فأكرمته..فسماها ومن حوادثها المشعورة:
_ظهرت ثورة المبرقع في الرملة وناحيتها في العصر العباسي سنة 226ه
_من أروع ما شهدته الرملة في العهد الطولوني..مرور موكب"قطر الندى"واسمها أسماء ابنة الأمير خمارويه..وحفيدة أحمد بن طولون..وهي في طريقها الى بغداد لتزف الى المعتضد الخليفة العباسي سنة 281ه ومما حفظ في هذاا لعهد الأغنية التي ما زالت موجودة:
الحنّا الحنّا يا قطر الندى شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى _ نزلها المتنبي الشاعر في أيام الأخشيدين وكان عليها الحسن بن عبيد الله بن طغج.
ومن مشاهير المنسوبين الى الرملة:ابراهيم بن شمر..ثقة تابعي متوفى سنة 151ه وكان الوليد بن عبد الملك يوجهه من دمشق الى القدس لتقسيم العطاء..وضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرملي..محدث..مات سنة 202هـ (تذكرة الحفاظ) وكشاجم: محمد بن الحسين أبو الفتح الرملي..الشاعر المشعور..وينسب اليها حوالي أربعين عالما وأديبا قبل الحروب الصليبية..ومن مشاهيرها من القرن السادس الهجري الى نهاية العصر التركي ذكر الدباغ 35 شهيرا بين عالم وأديب وشاعر.
ترتفع الرملة عن مستوى سطح البحر (108)م ويكثر في جوانبها بساتين البرتقال والزيتون..احتلها اليهود في م 12/7/1948 وفي احصاءات الأعداء سنة 1937م أن في الرملة 36 الف نسمة من بينهم 4800 عربي
ومن اثار مدينة الرملة:
_الجامع الكبير..وهو كنيسة القديس مار يو حنا المعمدان..أقامها الفرنجة في القرن الثاني عشر الميلادي..وحولت مسجدا منذ القرن الثالث عشر الميلادي..رمم عدة مرات اخرها في زمن السلطان العثماني محمد رشاد.
_بكرة العنزية: شمال غربي الرملة بنحو كيل واحد..تعود بتاريخها الى عام 172هـ وقد تكون هي بكة الخيزران التي ذكرها ياقوت التي بنتها الخيزران زوجة المهدي..لخزن مياه الأمطار..وكان الحجاج المسيحيون يدعونها" بركة هيلانة" ويسميها الأعداء" بركة الأقواس.
_الجامع الأبيض:غرب الرملة..أقامه سليمان بن عبد الملك..ودمره الافرنج ثم أعاده صلاح الدين..وجدده بيبرس..ولم يبق منه الا بقايا جدران.
_أطلال قصر بناه سليمان بن عبد الملك..وتقوم مكانه اليوم حديقة بلدية ولا تزال بعض جدرانه شاخصة.
_قبر الفضل بن العباس..استشهد يوم أجنادين عام 13 هـ في خلافة أبي بكر.
وممن نزلها الشاعر أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر وصار خطيبها..مات له ولد فيها فقال يرثيه:
أري الرملة البيضاء بعدك أظلمت فدهري ليل ليس يفضي الى فجر
وقال في القصيدة التي مطلعها"حكم المنية في البرية جار"
وذكرها كثير في شعره فقال:
حموا منزل الأملاك من مرج راهط ورملة لد أن تباح سهو لها
ومن مواسم المدينة:موسم النبي صالح..وموسم" عيد البيض" في الربيع ويسمى في حان يونس " الدارون"
وبين أهل الرملة واللد..مداعبات أخوية..تروى فيها كل مدينة عن الأهرى فكاهات تدل على المنافسة لنكون كل مدينة أعلى منزلة من الأخرى.
ومما يروى في ذلك..أن أهل اللد يحسدون أهل الرملة على مأذنه جامعهم فكان بعض أهل اللد يربط المأذنه بخيط ويشدها نحو اللد ويقول:"شد شد..الرملة قربت الى اللد"..ويحصل مثل هذا بين القرى المتجاورة في البلاد العربية..كالذي يحصل بين(حمس وحماه في سورية)
ومن مواسم الرملة موسم النبي صالح في ويم الجمعة من شهر نسيان وهو ويم الجمعة الذي يلي عيد الفصح عند المسيحيين..ويشارك فيه المسلمون والمسيحيون حيث يقال أن النبي صالحا:مدفون في مغارة تحت الأرض في صحن الجامع الابيض...
=====================
اضافات
مدينة الرملـةإحدى المدن التي أقيمت في العصر الإسلامي الأموي ، والفضل في إقامتها يعود إلى " سليمان بن عبد الملك " الذي أنشأها عام 715 هـ وجعلها مقر خلافته . وهي ترتفع 108م عن مستوى سطح البحر .
والرملة ذات ميزة تجارية وحربية إذ تعتبر الممر الذي يصل يافا الساحل بالقدس الجبل وتصل شمال السهل الساحلي بجنوبه ومناخها جاف ومعتدل .
كان أهل الرملة أول تأسيسها أخلاطا من العرب والعجم والسامريين ثم أخذت القبائل العربية تنزلها وأخذت الرملة تتقدم في مختلف الميادين حتى غدت من مدن الشام الكبرى ومركزا لمقاطعة فلسطين ومن أعمالها بيت المقدس وبيت جبرين وغزة وعسقلان وأرسوف ويافا وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان . وقد بقيت الرملة عاصمة لفلسطين نحو 400 سنة إلى أن احتلها الفرنجة عام 1099هـ ودخلت الرملة كغيرها من المدن تحت الحكم العثماني ثم الاحتلال البريطاني ، حيث احتلت بتاريخ 15 تشرين الثاني 1917 .
وتبلغ مساحة أراضيها 38983 دونما . وقدر عدد سكان الرملة عام 1922 (7312) نسمة وفي عام 1945 (15160) نسمة ، وفي عام 1948 (17586) نسمة .
والرملة كغيرها من مدن وقرى فلسطين قاومت الاحتلال البريطاني والصهاينة . وبعد انسحاب الانجليز في 14 أيار 1948 حاصر اليهود الرملة لكنهم صدول عنها وتكبدوا خسائر فادحة . وحين سقطت اللد بعد ظهر 11/7/1948 .
حتى بدأت معركة الرملة ، إذ قام حوالي 500 من مشاة الصهاينة بهجوم على المدينة تؤازرهم المصفحات وقد تمكن الجيش العربي ومن معهم من الجاهدين من صدهم وقتل عدد منهم وحرق 4 من مصفحاتهم . وفي يوم 12/7/1948 احتل الصهاينة القرى المحيطة بالرملة وبذلك تم تطويق الرملة وانتهى الأمر بسقوط المدينة .
وقد تم الاتفاق مع الصهاينة عند احتلالهم الرملة بقاء السكان في منازلهم إلا أن الصهاينة عادوا فاعتقلوا حوالي 3000 شاي وامعنوا في البقثة سلبا ونهبا وقتلا ثم أجبروهم على الرحيل في 14/7/1948 ، ولم يبق في الرملة سوى 400 نسمة .
قدر عدد أهالي الرملة المسجلين لدى وكالة الغوث الدولية عام 1997 (69937) نسمة ، ويقدر عددهم الإجمالي عام 1998 (107994) نسمة . والرملة مثل باقي مدن فلسطين ، أقام الصهاينة على أراضيها العديد من المستعمرات .
تحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهام ، منها : بقايا قصر سليمان بن عبد الملك ، والجامع الكبير ، وبركة العنزية شمال غرب الرملة بحوالي 1 كم ، والجامع الأبيض ومئذنته وقبر الفضل بن العباس ، ومقام النبي صالح .